يشهد مهرجان مدائن التراث، منذ سنوات، حالة كبيرة من الفوضى والارتباك حول ما يتعلق بتوزيع بطاقات الاعتماد الصحفي، للتغطية حيث يتم إقصاء عدد كبير من المؤسسات الصحفية المستقلة والجادّة، بينما يمنح مقابل ذلك البطاقات لأشخاص لا تتوفر فيهم الشروط المهنية أو المؤهلات الثقافية والعلمية اللازمة للعمل الإعلامي.
وقد لاحظ الصحفيون المهنيون منح بطاقات الاعتماد لأشخاص لا صلة لهم بالعمل الصحفي، في وقت تُحرم فيه المؤسسات المعروفة بمصداقيتها من حقها في تغطية فعاليات المهرجان
ويرى مراقبون للشأن المحلي في البلد أن هذا السلوك تقف وراءه لوبيات فساد تسعى إلى تهميش الصحافة المستقلة، خوفاً من كشف الاختلالات والنواقص
وبحسب مصادر إعلامية، فإن بعض كبار المسؤولين في الدولة يستغلون نفوذهم لتمكين مقربين منهم، من نشطاء إلكترونيين ومقدمي خدمات غير مهنية، من الحصول على بطاقات صحفية، ما ساهم في تعميق حالة الفوضى داخل الحقل الإعلامي.
تجدر الاشارة الى أن هذه الوضعية تفاقمت منذ تولي وزير الثقافة الحالي الحسين ولد مدو الوصاية على قطاع الإعلام، حيث كان العمل سابقاً يجري على اعتماد المؤسسات الصحفية ومنح بطاقات تحمل أسماءها بشكل واضح، بينما يتم حالياً توزيع بطاقات خالية من أسماء المؤسسات، الأمر الذي فتح الباب أمام منحها لأي شخص، وهو ما يُعد مساساً بمهنية الإعلام ومحاولة لتشويش المشهد الصحفي الوطني
