
في الذكرى الخامسة عشر لوفاة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله علينا ان نستذكر دور الاعلام الملتزم في نشر الفكر التوعوي الاسلامي الأصيل الذي قدمه فضل الله من خلال سلسلة اللقاءات والمقابلات المطولة التي تم نشرها انذاك على فترات زمنية مما شكل احد عوامل الدعم والتكامل بين دور المثقف والاعلام وخاصة ان الراحل فضل الله كان احد صناع الوعي ومن قائدي التنوير الديني.
ان التراث الضخم من الثقافة الفكرية الحركية الدينية الذي قدمها لنا السيد فضل الله تحمل معها جانب مهم كان يقوله الراحل الكبير : "اذا كان الاسلام ضالتنا في كل حين فلا يجب ان نأسر حركتنا الاسلامية لأي عصبية كانت ، حزبية او شخصية او فئوية، فقد قتلتنا الحزبيات والفئويات ، وحولنا تقديس الأشخاص الى معوقين غير مبدعين، والى عبيد و اتباع في الحياة السياسية على تنوعها".
عن "السيد فضل الله" يقول الاستاذ المحامي "اسامة العرب" بهذا الخصوص التالي: “كان يرى أن السنّة هم أهل الشيعة لأنهم يحبون أهل البيت، والشيعة هم أهل السنّة لأنهم يعملون بسنّة رسول الله، رافضاً التمايز بين مسلم سنّي ومسلم شيعي. كما كان يؤكد أن المرء يشهر إسلامه بمجرد النطق بالشهادة والالتزام بالفرائض الخمس، وأن الفتوى يجب أن تعالج مشكلات الناس دون خوف أو تردد. ولقد كان يدعو إلى الوحدة الوطنية بين المسلم والمسيحي في لبنان، مؤكداً أن الوحدة هي سياج الوطن في مواجهة التحديات، واستطاع بفكره المنفتح أن يخترق الجدران بين الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية، وأن يحظى باحترام الجميع."
ان هكذا انفتاح كان يعيشه السيد فضل الله والذي كان شعاره "الحقيقة بنت الحوار" كانت احد ركائز مدرسته الثقافية الدينية التي جعلته "السيد الاصلاحي" في واقعنا العربي ، وجعلتنا نتذكره في تاريخ وفاته ليس لنتجمد عند تجربته الحركية ك مرجع فقهي ديني او مصلح ثقافي او ساعي للنهضة العربية والاسلامية او مؤسس للمشاريع الخدمية الاجتماعية.
انتا نتذكر الرجل وتجربته في ذكرى وفاته لكي نطلب من شبابنا العربي أن يعيشوا ضمن نفس هذه الذهنية التي تريد صناعة الانسان العربي المبدع في الثقافة والسياسة والاقتصاد والتربية والجوانب العلمية بكل انواعها واتجاهاتها.
د. عادل رضا
طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي في الشئوون العربية والاسلامية
