وطني والتأريخ

خميس, 12/25/2025 - 15:29

 

هناء الالوسي

أيتها الأرواح التي عانقت السماء الملبدة بالغيوم
خيم علينا صمت ثقيل .
تأملت ذاك الحديث المليء بالعذوبة
والشارع الذي التقينا فيه
بعد أن بدا مظلمًا كصحراء مقفرة في شتاء بارد.
هل تدري أن دموعي تنهمر وروحي تنتحب في داخلي؟
كم هو مؤلم ألا أراك إلا طيفًا.
لم تلتفت لعناويني وكلماتي
وقلبي الذي استقر فيه وجعي.
كلماتنا ترن في مسامعي
وهمساتنا وأبيات شعرنا
وأقدارنا الشقية الموصدة قبل الولادة
كأنها في بلاد أضاعت طريقها.
انطفأت ومضة العين التي أنارت الروح
وفرّت الفرحة إلى محطة المجهول .
أطنان الخيبة تهطل على النفس
كعواصف المطر التي نزلت على عاد وثمود
وجسدي ما عاد يحتمل الهموم.
لكن صوتًا خافتًا بداخلي ينبئني
أن دروبنا مفتوحة وسنلتقي
وأظنه نوبات تمر وتعود.
تتعلقم الكلمات في حنجرتي
وأستحضر تلك الصورة البعيدة
وألمّ كل الأشياء التي ترمز لوجهك.
حين يقرع جرس قلبي حنين
تنحسر مياه المودة بيننا
كما ينحسر مجرى دم قلب ميت
ويبقى الملل، الخيبة، القسوة.
ارتسمت في عينيك الغدر والكذب والخيانة
وأطفأت ملائكتك الحارسة أنوار قلبي من جديد.
أغمض عيني وأردد :
اليوم كتبت فيه قصتي
فلا وطن لي ولا تاريخ لوطني.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف