شهيد المحراب.. تأريخ بين الدرس وهندسة المواجهة

اثنين, 12/15/2025 - 10:11

 

أحمد الحسني

   صوت لم يخفت، هشم الإصطفافات الفكرية المنحرفة الرامية لإختطاف التأريخ، وزرق الأكاذيب في صفحاته، وسرقة الوزن السياسي والحضور لرجالاته بميزان مطفف، ومن ثم جعل خطاب مدارس الآيات ومشروعهم في مسار متعرج، شهيد المحراب سيرة ومسيرة بين بوصلة وفكر رسالي، بصر ودليل رشاد لمن فشلوا في قراءة الماضي والحاضر ببراهين عمياء.

   نعم سادتي، صوت لم يخفت ولم يرقن قيده في النسيان، بل ثبت في ذاكرة الحاضر والقادم، مثل مشروع فكري جامع ورؤية وطنية متماسكة، إنتقل من الخطاب إلى فعل التغيير، ومن الدرس إلى هندسة المواجهة، فكان مدرسة مقاومة غير تقليدية أمام ماكنة الطغاة الدموية، قائد تعبئة أعاد لوطن الإمامة نبض الحياة بعد أن كان يعيش كابوساً في مساحة كبرى من القنوط وغمامة من رائحة الموت، فهشم أمامه أدوات الترهل والتشضي، وغرس بأبنائه لغة التماسك، وإنتزع عنهم خريف الجهل، ليعيد بهم وإليهم شروط الحياة، وإستعادة قيمه من تحت ركام الإنهيار، وليرفض كل رؤيا مزيفة وأهداف مقلوبة، فنجح في إحتضان الجميع.

   أمام ماضٍ أثقلته الجراح، وبين عقائد سياسية مريضة مستوردة مرسومة، معدة وفق إنتاج مخابراتي، تموضعت بغرفها الظلماء خشية التموضع في ثكنات المواجهة، فشلت في سباق الزمن بإصطفافات تائهة، جف ماء وطنيتها أثر داء فكري ميئوس منه، وأخفت خلف وجوهها ألف قناع، كان سائسها ثعلب وبوقها سياسي مشعوذ، فحاولت إعادة إنتاج صفوفها الممزقة، وبعد فك شيفرة عقولهم وأيدلوجيتهم، أوجزتهم أنهم ضمائر رخيصة شطفت بمياه ضحلة وسقطت قيمتها، هدفها الإبقاء على الوطن كجسد ميت، فعندها كانت هندسة المواجهة، زعامات دينية فذة، رجالات لا تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الله والوطن، إذا مضى أحدهم قام صاحبه، فكان لهم حيزاً في صفحات التأريخ.

   صوت لم يخفت ولن يخفت في أشلاء ثائرة أوصت قائد عن قائد، رفض الخطابات المربكة بلامبادئ، تلك التي بنيت على مصالح متحركة خطفت حلم الوطن وأبنائه، وخطابات مستوردة خاطئة لا يصلح أهدافها وأيدلوجيتها الترميم، صوت بين قباب ومحراب، وأوصال أمتطت سرج الشهامة فعبرت الى فضاء الخلود، فرسمت عزة وطن، فسلام عليك وعلى أوصالك وأشلائك ودمائك، وسلام على عرصات المجد فيكم، وسلام عليك في الخالدين.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطراف