من معرض مدينة الصدر للكتاب نستلهم الأفكار

ثلاثاء, 09/02/2025 - 10:27

 

 

 

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

 

 

في يوم الجمعة المصادف 29-8-2025 شاركنا فرحة اهل المدينة بإقامة معرضهم للكتاب, بموسمه الثاني, في إحدى اهم ساحات المدينة وهي ساحة مظفر, وقد حضرت مع صديقي الكاتب حيدر حسين سويري ورفقة ابني حيدر, وقد كان التنظيم جميل بلمسة تطور واضحة, نعم كان مكان الحفل صغيرا, لا يكفي للجمهور الحاضر, واعتقد الموسم الثالث سيكون أفضل لو يقام في متنزهات القناة المطلة على مدينة الصدر, حيث تشكل مساحات واسعة, تضاهي مساحات متنزهات شارع ابي نؤاس, لكنها غير مستغلة وليست منظمة, ويمكن للجهات الحكومية ان تعتني بها من الآن, لتكون مكان ثابت للفعاليات الثقافية التي تمثل مدينة الصدر.

وقد تم توزيع ثمانية الاف كتاب مجانا لمن حضر, اللافت هو حضور مهم لبعض الشخصيات, حيث شاهدنا وزير الشباب السيد احمد المبرقع, مع حضور الكثير من الاصدقاء المبدعين, من شعراء وكتاب وادباء, وكانت لحظات جميلة عندما شاهدنا العرض المسرحي, الذي هو حوار بين شخصين الاول يرى الكتاب لم يعد ينفع, والاخر يرى ان الكتاب هو الاداة التي من خلالها تبرز المجتمعات وتشهد مرحلة رقي, ولا يمكن لأي مجتمع النهوض الا من خلال الكتاب.

الحقيقة.. ان تلك اللحظات جعلتني أفكر بعمق, بأهمية تلك الاحتفالات الثقافية, والتي ترسخ لقيم مهمة لمجتمعنا وقد ولدت هذه الأفكار...

 

 

·     حفل سنوي لكل مدينة

لماذا لا تقوم مدن بغداد العديدة  بهرجان سنوي باسم المدينة؟ يعتبر عن اهتمامها بالثقافة, مثلا حفل مدينة الكاظمية, وحفل مدينة الاعظمية, وحفل مدينة الشعلة, وحفل مدينة المعامل, وحفل شارع فلسطين للكتاب, وحفل مدينة بغداد الجديدة, وحفل السيدية... الخ, وهكذا تبرز المدن وتعود للواجهة فعاليات الثقافة بدل الخمول الحالي, الذي نضعه في مسؤولية المجالس البلدية والنخب التي اضاعت السنين, من دون اي دور مهم للمجتمع.

خصوصا ان هكذا احتفالات لا تكلف فلسا واحدا, مع وجود جهات داعمة كثيرة تفرح وتدعم هكذا مهرجانات ثقافية, وتواجد الشباب يتمنون انطلاق هكذا مشاريع ليكون داعمين للتنظيم ومن دون مقابل.

يجب ان نرفع الصوت للمطالبة بإقامة مهرجانات ثقافية في كل مدينة, مع تسليط الضوء اعلاميا.

 

 

·      شبكة الإعلام والدور المفقود

شبكة الإعلام العراقية هي بمثابة وزارة الإعلام في الزمن الماضي, وهكذا مشاريع ثقافية تحتاج لتسليط الضوء عليها, ليفهم العالم ماذا يحصل, وإيصال رسالة المهرجان لكل العالم, فلا يكفي حضور ضيف يمثل الشبكة, او تقرير بسيط يعرض على قناة العراقية او خبر قصير في جريدة الصباح, الموضوع كان يحتاج لجهد حقيقي, اكبر واوسع.

ام ان الامر لا ينجح إلا بحضور البلوغرات وجماعة التكتوك والانستغرام, كي يستفز الجهات الاعلامية للتغطية الحقيقية!

فمع وجود قنوات فضائية كثيرة للشبكة, وصحف ومجلات للشبكة مهتمة بالثقافة, وإذاعات متعددة, وصفحات رسمية على مواقع التواصل, كان يمكن استغلالها لتغطية معرض مدينة الصدر للكتاب, ليكتمل نجاح المهرجان وإيصال رسائله.

 

 

·     اخيرا:

نبارك للقائمين على هذا المهرجان الثقافي الذي أقيم في مدينة الصدر, وبالتحديد في الساحة التي ارتبطت بذاكرة أغلب جيل الحصار.. "ساحة مظفر", والنجاح هو ان نشاهد الشباب بهذا الاهتمام بحيث غصت بهم الساحة, مع السعادة الكبيرة ونحن نرى الكهول بعزم الشباب وهم يسجلون حضور متوهج في تلك الساعات الجميلة, نتمنى ان تستمر هذه الفعالية وان تتطور, فهي تؤدي الى الرقي بالمجتمع, وهو مطلب نرجو تحققه.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف