اليمن: مؤتمر صحفي في ميناء الحديدة: استعراض لأضرار العدوان وجاهزية الموانئ رغم الدمار

اثنين, 05/26/2025 - 12:12

 

تقرير عبده بعيل الحديدة،
من قلب ميناء الحديدة، حيث تتجسد صمود اليمن في وجه أعتى التحديات، انطلقت اليوم صرخة مدوية. لم يكن مجرد مؤتمر صحفي، بل كان شهادة حية على فصول من العدوان الصهيوني-الأمريكي الذي لم يدخر جهدًا في محاولة خنق شريان الحياة اليمني. عشرة أشهر من القصف المتواصل لموانئنا، عشرة أشهر من الدمار الذي تجاوز المليار دولار، ومع ذلك، يقف ميناء الحديدة اليوم، شامخًا وجاهزًا، ليبرهن للعالم أن الإرادة اليمنية عصية على الانكسار. هذه ليست مجرد أرقام، بل هي قصص شعب يرفض الاستسلام، ويصر على الحياة، مهما بلغت التحديات..
حيث شهد ميناء الحديدة امس مؤتمرًا صحفيًا مهمًا كشف عن حجم الأضرار الهائلة التي لحقت بالموانئ اليمنية جراء الاستهداف المتواصل من قبل "العدوان الصهيوني-الأمريكي" على مدار عشرة أشهر، مؤكدًا في الوقت ذاته على الجهوزية الكاملة للموانئ لاستئناف الخدمات الملاحية.
نظم المؤتمر، الذي حضره كبار المسؤولين اليمنيين، بما في ذلك وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي، بالإضافة إلى وفد أممي مشترك برئاسة ماريا روزاريا برونو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). تركزت النقاشات حول الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبدتها موانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى.
إدانة للعدوان وتأكيد على الصمود اليمني
أكد وزير النقل أن استهداف الموانئ يشكل "جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني"، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"صمت دولي فاضح" تجاه هذه الجرائم. وأشاد بالجهود "الاستثنائية" التي بذلتها مؤسسة موانئ البحر الأحمر لإعادة تشغيل الميناء رغم الدمار، معتبرًا أن استهداف المنشآت المدنية يهدف إلى "الابتزاز السياسي والضغط على الموقف اليمني المساند لفلسطين". شدد قحيم على أن هذه الاعتداءات لن تغير من الموقف اليمني الثابت تجاه الشعب الفلسطيني، داعيًا الأمم المتحدة ومنظماتها إلى إدانة هذه الجرائم.
من جانبه، أكد محافظ الحديدة الجهوزية التامة لميناء الحديدة لاستقبال كافة السفن، لافتًا إلى أن موانئ البحر الأحمر تُعد "الشريان الحيوي لأكثر من 80% من احتياجات الشعب اليمني من الغذاء والدواء". ودعا وكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية، السفير إسماعيل محمد المتوكل، الوفد الأممي إلى نقل صورة واقعية للمجتمع الدولي حول جاهزية الميناء.
حجم الأضرار ودور الأمم المتحدة
أقرت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ماريا روزاريا برونو، بأن الأمم المتحدة "على دراية تامة بحجم الأضرار المباشرة" التي تعرضت لها موانئ البحر الأحمر، مشيدة بـ"الدور الحيوي" الذي يؤديه ميناء الحديدة في استقبال المساعدات الإنسانية.
في بيان صادر عنها خلال المؤتمر، كشفت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية أن الأضرار التي لحقت بموانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى، منذ يوليو 2024 حتى مايو 2025، قد تجاوزت مليار و387 مليون دولار. تشمل هذه الخسائر أكثر من 531 مليون دولار أضرار مباشرة في البنية التحتية والمنشآت التشغيلية، و856 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة توقف الخدمات وتعطيل تدفق الإمدادات. وأوضح البيان أن الغارات تسببت في تدمير أرصفة رئيسية (1، 2، 5، 6، 7، 8) ورافعات ومحطات كهرباء ومرافق خدمية ولوجستية، كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.
دعوات للتحرك الدولي العاجل
حمّلت المؤسسة "الكيان الصهيوني" كامل المسؤولية القانونية والإنسانية عن نتائج هذه الاعتداءات، محذرة من تداعياتها على الأمن الغذائي والصحي والاقتصادي في اليمن. كما حمّلت الأمم المتحدة والمبعوث الخاص مسؤولية الصمت والتقاعس. دعا البيان المنظمات الأممية والدولية ووسائل الإعلام إلى "كسر الصمت والتحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات"، مطالبًا بتقديم دعم فوري لإعادة تأهيل ما دمره العدوان.
عقب المؤتمر، قام الوفد الأممي بجولة تفقدية للأضرار التي لحقت بالأرصفة والبنية التحتية في ميناء الحديدة، واستمع إلى شرح تفصيلي حول الاحتياجات العاجلة المطلوبة لإعادة التأهيل وضمان استمرارية العمل .

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف